اطلعت كغيري من القراء على الكاريكاتير المنشور في صحيفة «عكاظ» في العدد الصادر في 26/3/1431هـ بريشة الفنان سالم الهلالي، المتضمن إشارة إلى أن الشباب العاطل عن العمل تكدس في طوابير بحثا عن إعانة العاطلين، فيما الجهة الأخرى الخاصة بالبحث عن العمل خاوية على عروشها، في صورة تكرس نظرة خاطئة عن الشباب ومدى جديتهم في البحث عن عمل مناسب، وتجسد صفة الكسل فيهم، وأنهم يسعون دائما إلى الطريق الأسهل لجمع المال.
هكذا فهمت فكرة الكاريكاتير، ولا أشك أن كثيرا من القراء غيري فهمها بهذه الصورة.
يا أخي ارسم واكتب عن الواقع، عن تجارب الشباب المريرة في البحث عن عمل.
دعني أحدثك عن تجربة شخصية لي فأنا صيدلي متخرج عام 1428هـ ومنذ ذلك التاريخ وأنا في رحلة بحث مستمرة عن فرصة وظيفية تساعدني على بناء مستقبلي وتكوين أسرة كبقية أفراد المجتمع وفشلت في ذلك.
طرقت في رحلتي الطويلة باب 30 مستشفى خاصا ومثلها من المستوصفات وشركات الأدوية والمؤسسات الأهلية والحكومية التي يمكن أن تستوعب تخصصي، وعدت للأسف بخفي حنين وخسارة 10 آلاف ريال قيمة مصاريف السفر والتنقل.
هذا واقع وغيري من الشباب في مختلف التخصصات عايشوه ولازالوا وقد يكون بصورة أشد إيلاما مني.
نحن لا نبحث عن إعانة، أو إكرامية مقطوعة، نحن طلاب عمل، سهرنا الليالي على تأهيل أنفسنا بما يضمن لنا مستقبلا آمنا، لكننا اصطدمنا بالواقع وبنظرة المجتمع الخاطئة التي جسدها الكاريكاتير في صورة جلية.
عبد العزيز أحمد